عالم الروحانيات وعالم الأرقام - بيان وتوضيح

[ Go to bottom  |  Go to latest post  |  Subscribe to this topic  |  Latest posts first ]


Handbook
Admin

44, male

  Super Member

General Manager

Posts: 154

عالم الروحانيات وعالم الأرقام - بيان وتوضيح

from Handbook on 05/30/2021 05:22 PM

12.png



الغالب في إطلاق اصطلاح (عالم الروحانيات) هو عالم الجن، والتعامل معهم وتسخيرهم

فيقال: فلان معه روحاني، يعنون: أن معه جنياً يتعام ل معه ويخدمه ويخبره بالمغيبات
فإن كان هذا الجني مسلماً سموه (عُلوياً) وإن كان كافراً سموه (سُفلياً)
أما عالم الأرقام المرتبطة بالأذكار
فيعنون به: أن لكل اسم من أسماء الله خداماً من الجن، وكذلك لكل عدد من الأذكار
فإذا ذكر الإنسا ن بعدد معين حضر الخادم الموكل بهذا العدد، وكان في خدمة الذاكر، وهو مرتبط بعالم الروحانيات. واعلم أن الأذكار مبناها على التوقيف أي أنه لا يجوز الذكر بشيء من الأذكار إلا إذا وافق السنة النبوية، وإلا كانت عبادة من غير دليل وشرعاً لم يأذن به الله، قال الله تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ م ِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى:21]. وإن أية خصوصية لذكر معين أو عدد معين لابد أن تثبت بدليل شرعي، ولما لم يرد شيء من الأدلة في ما يتعلق بذلك علم أنه بدعة وضلالة، خاصة إذا كان الذكر بأسماء ليست هي من أسماء الله أو الذكر بالأسماء المفردة

قد قال الله تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ {الأنعام:128}، وقد ذكر علماء التفسير أن استمتاع الجن بالإنس، يكون بعبادتهم إياهم بالذبائح، والنذور، والدعاء، وأن استمتاع الإنس بالجن، يكون بقضاء الجن لحوائج الإنس التي يطلبونها منهم، وإخبارهم ببعض المغيبات التي يطلع عليها الجن في بعض الجهات النائية، أو يسترقونها من السمع، أو يختلقون ذلك ويكذبونه، وهو الأكثر، قال الإمام ابن كثير: قال الحسن: وما كان استمتاع بعضهم ببعض، إلا أن الجن أمرت، وعملت الإنس.. وقال ابن جريج: كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض، فيقول: أعوذ بكبير هذا الوادي، فذلك استمتاعهم، فاعتذروا به يوم القيامة، وأما استمتاع الجن بالإنس، فإنه كان فيما ذكر: ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعانتهم بهم، فيقولون: قد سدنا الإنس والجن. أهـ.

وما أحسن ما ذكره الإمام ابن تيمية من التفصيل في أحوال الإنس مع الجن؛ إذ يقول، كما في مجموع الفتاوى: والمقصود هنا أن الجن مع الإنس على أحوال:

- فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به، ورسوله، من عبادة الله وحده، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأمر الإنس بذلك، فهذا من أفضل أولياء الله تعالى، وهو في ذلك من خلفاء الرسول، ونوابه.

- ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له، فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم، وينهاهم عما حُرِّم عليهم، ويستعملهم في مباحات له، فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون ذلك...

- ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله، إما في الشرك، وإما في قتل معصوم الدم، أو في العدوان عليهم بغير القتل، كتمريضه، وإنسائه العلم، وغير ذلك من الظلم، وإما في فاحشة، كجلب من يطلب منه الفاحشة، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان، ثم إن استعان بهم على الكفر، فهو كافر، وإن استعان بهم على المعاصي، فهو عاص: إما فاسق، وإما مذنب غير فاسق..

وبناءً على ما تقدم نقول- وبالله التوفيق-: إن المدعي تسخير الجنّ إما أن يكون كاذبًا في دعواه، ولا يقدر على ذلك، وإنما يدعي ما يّدعيه؛ لأجل ترهيب بعض الناس، وإخافتهم، أو للحصول على منافع منهم، كالأموال، وغيرها، بالشعوذة، ونحوها.. وإما أن يكون يسخر الجنّ فعلًا، وعندئذ ينظر:

1- إن استخدمهم في طاعة، مثل: أن يكون له صاحب من الجن مؤمن، يأخذ عنه العلم، فيستخدمه في تبليغ الشرع لنظرائه من الجن، أو في المعونة على أمور مطلوبة شرعًا، فإنه يكون أمرًا محمودًا، أو مطلوبًا، وهو من الدعوة إلى الله عز وجل، والجن حضروا النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليهم القرآن، وولَّوا إلى قومهم منذرين، والجن منهم الصلحاء، والعباد، والزهاد، والعلماء؛ لأن المنذر لا بدّ أن يكون عالمًا بما ينذر عابدًا. انظر فتاوى الشيخ ابن عثيمين في العقيدة (1/290، 291)، ولكن هذا قليل جدًّا.

2- وإن استخدمهم في أمور مباحة، فهذا جائز، بشرط أن تكون الوسيلة مباحة، فإن كانت محرمة، فهو محرم، مثل أن لا يخدمه الجني إلا أن يشرك بالله، كأن يذبح للجني، ويركع له، أو يسجد، ونحو ذلك.

3- وإن استخدمهم في أمور محرمة، كنهب أموال الناس، وترويعهم، فهذا محرم.

وإن كانت الوسيلة محرمة، أو شركًا، فهو محرم، أو شرك بحسب الحال.

وأكثر الذين يتعاملون مع الجن، ويسخرونهم لخدمتهم، في الواقع بعيدون عن الهدى، حائدون عن الصراط، مقارفون للكبائر، تاركون للصلوات، أو مضيعون لها، مجاورون للأقذار والنجاسات، كذابون أفاكون دجالون، يبتزون الأموال، ويتعاطون السحر، ويتعاملون به، مع أن السحر كفر، ويستخدمون الطلاسم، والكلمات غير المعروفة، ولا المفهومة، ومنهم من يذبح للجن القرابين، إلى غير ذلك من الأمور المكفرة.

ومن كان كذلك، فإنه يجب الحذر منه، وعدم الذهاب إليه؛ لأنه دجال.

والواجب على أهل الدعوة والصلاح أن ينهوا هؤلاء، وأمثالهم عن المنكر، وأن يقوموا بنصحهم، وتوجيههم، فإن رجعوا إلى الحق، وابتعدوا عن المنكر، فحسن، وإلا وجب رفع أمرهم إلى من يستطيع منعهم، وكف شرهم
أما بخصوص الذكر بأداد معين فنقول
ما شرعه الله تعالى من الذكر والتسبيح والاستغفار نوعان
الأول: ما علق الفضل فيه على عدد معين، فينبغي تحصيل هذا العدد والتزامه، وذلك كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل بعد الصلوات الخمس، وكبعض أذكار الصباح والمساء المقيدة بعدد معين.
والثاني: ما جاء مطلقاً، كالتسبيح والاستغفار ونحوه سائر اليوم، فلا يشرع فيه التزام عدد معين، لما في ذلك من مضاهاة التشريع.
وليعلم أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ذكر الله بالألفاظ المفردة نحو: الله الله. حي حي. عليم عليم.. إلخ. كما يفعله بعض مبتدعة الصوفية، وأشد من ذلك قول بعضهم في ذكر الله: هو هو، أو: لا لا، أو: آه آه، أو: هاها، أو:هـ هـ، أو: أ أ، أو: آه آه.
فهذا يعلم قطعاً أنه ليس من دين الإسلام، وأنه تحريف لأسماء الله تعالى. والمقطوع به أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك مجالاً من مجالات الذكر، ولا موقعاً من المواقع التي يؤمر فيها بذكر معين، إلا وَبيَّن صيغة الذكر المطلوب في ذلك الظرف، وقد عني الأئمة بجمع ذلك وتدوينه كما فعل النووي في الأذكار، وابن تيمية في الكلم الطيب وغيرهما.
وبهذا يعلم خطأ من يعين أذكاراً تقال بعد العصر، وأخرى بعد الفجر مثلاً، مما لم يعينه رسول الله صلى الله عليه وسلم كقول بعضهم: يقال بعد الفجر (الله) ألف مرة أو غير ذلك من العدد، وبعد العصر: حي أو قيوم كذا من المرات، فهذا فيه محاذير: الأول: كونه باللفظ المفرد. والثاني: التزامه في وقت معين. والثالث: التقييد بهذه الأعداد المحدثة.
وعن الذكر بالاسم المفرد يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 10/556 (فأما الاسم المفرد مظهراً مثل: الله الله. أو مضمراً مثل: هو هو، فهذا ليس بمشروع في كتاب ولا سنة، ولا هو مأثور أيضاً عن أحد من سلف الأمة، ولا عن أعيان الأمة المقتدى بهم، وإنما نهج به قوم من ضُلاَّل المتأخرين) انتهى.
ولأهل البدع شبهات يتعلقون بها في هذا الباب لا تثبت مدعاهم، كما بين ذلك أهل العلم.
وأما اسم الله الأعظم فقد اختلف العلماء فيه، فمنهم من قال إنه: الله. ومنهم من قال: إنه الرب لكون أدعية الأنبياء في القرآن مفتتحة به، ومنهم من قال إنه: الحي القيوم.
ومما جاء في السنة الصحيحة في هذا الباب:
1- ما رواه الترمذي وأبو داود عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. فقال: " والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى". وإسناده صحيح.
2- وما رواه الترمذي وأبو داود والنسائي عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى، وهو يدعو، ويقول في دعائه: اللهم إني أسألك لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام [ياحي يا قيوم]. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتدرون بم دعا؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
3- وما رواه الترمذي وأبو داود عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) [البقرة: 163]، وفاتحة سورة آل عمران (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) [آل عمران: 1،2]. وهو حديث حسن، حسنه الترمذي وغيره

Reply Edited on 05/30/2021 05:22 PM.

« Back to forum